منتدى التربية البدنية و الرياضية
الاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Image
الاتزان النفسي 12%5B2%5Dعزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى التربية البدنية و الرياضية
الاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Imageالاتزان النفسي Image
الاتزان النفسي 12%5B2%5Dعزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى التربية البدنية و الرياضية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية البدنية و الرياضية


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الاتزان النفسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاتح ***
Admin
فاتح ***


المساهمات : 119
تاريخ التسجيل : 13/11/2011

الاتزان النفسي Empty
مُساهمةموضوع: الاتزان النفسي   الاتزان النفسي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 27, 2012 9:04 am

الاتزان النفسي
أن نشاط الإنسان ليس نشاطاً بيولوجياً فحسب، وإنما هناك نشاط آخر لا يقل أهمية عن نشاطه البيولوجي، وهو النشاط النفسي. والحقيقة إن ما هو بيولوجي يؤثر فيما هو نفسي، والعكس صحيح. وإذا كان النشاط البيولوجي أمراً لا مفر منه بالنسبة للإنسان، فإن النشاط النفسي يعد أيضاً كذلك. فلِمَ هذا الفصل بين النشاطين؟. إن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من محاولة للفهم فقط دون أن يؤثر ذلك على أهمية أي منهما، ودون أن يعطينا الحق في تفضيل بعدٍ على الآخر. ولذلك نرى من الضرورة بمكان أن نتناول هذا النشاط النفسي في علاقته بالنشاط البيولوجي لنتعرف على أوجه الاختلاف، وطبيعة التفاعل القائم بين النشاطين.
لقد تبين من العوامل الوراثية أن الإنسان يبدأ حياته مزوداً بمجموعة من الإمكانات التي تمنحه فرصة الحياة بشكل عام. وهذه الإمكانات تتمثل فيما لديه من أعضاء الحس، والجهاز العصبي، والعضلات، وأعضاء الجسم المختلفة. وهي إمكانات وراثية تنتظر فقط ما يستثيرها ويفعلها للنشاط، لتتحول إلى قدرات فعلية تعطي أقصى ما فيها من نشاط.
ان النشاط النفسي هو نشاط مكتسب، لا نولد به، وإن كانت له أسسه البيولوجية التي تفجره. وعادة ما يتشابه الناس في أنشطتهم البيولوجية، ولكنهم يختلفون في أنشطتهم النفسية. فجميع من تعلم يملك القدرة على القراءة، ولكن يقرأ ماذا، أيقرأ في الدين أم في السياسة أم في الفلسفة؟ هذا هو السؤال. وكلنا يملك القدرة على السمع، ولكن نستمع إلى ماذا، أنستمع إلى الأغاني، أم إلى الأحاديث الدينية، أم إلى الشعر؟ هذا هو السؤال.
إن النشاط النفسي يختلف من فرد إلى آخر، وهذا الاختلاف يلعب فيه الجهاز العصبي دوراً أساسياً، حيث يقوم الوعي والشعور بتنظيم وتعديل الاستجابات، وفقاً لما مررنا به من خبرات. وهذه الخبرات ليست متشابهة، إن لكل منا خبرته الفريدة، التي تجعل منه إنساناً فريداً. وهذه الخبرة تشكل سلوكنا، ولذلك فإن النشاط النفسي -عكس النشاط البيولوجي- يتعدل وفق الخبرة والتعلم. ولذلك فهو استجابة غير مباشرة لمثيرات واضحة، ومن ثم فإننا لا نستطيع أن نكشف كل ما وراء النشاط النفسي من مثيرات. بل إن الاستجابة النفسية الواحدة يمكن أن تتعدد أسبابها، وتتعدد المثيرات المفجرة لها. فنحن إذا وقفنا أمام لوحة فنية مثلاً، تختلف استجابات كل منا لهذه اللوحة، وتتفجر داخل كل منا أنشطة نفسية مختلفة. وما أراه أنا في اللوحة من مظاهر مثيرة للسعادة والبهجة مثلاً، يراه الواقف بجانبي مثيراً للحزن والتعاسة. لقد توحد المثير واختلفت الاستجابات، وبمعنى آخر لقد توحدث مفجرات النشاط البيولوجي، واختلفت الاستجابات النفسية الناشئة عنها.
ولأن الإنسان ظاهرة بيولوجية نفسية -إن صح التعبير- فإن حالة التكيف والاتزان لديه لابد وأن تتم على المستويين معاً -البيولوجي والنفسي- وأعني بذلك أنه لابد من وجود هوميوستازيس بيولوجي وآخر نفسي. وهذان النظامان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، بل إن الاتزان في كل جانب يؤثر على الاتزان في الجانب الآخر. ومن ثم فإن توافق الإنسان رهن باتزانه في أبعاد ثلاثة هي:-
1- الاتزان البيولوجي.
2- الاتزان النفسي.
3- الاتزان بين البيولوجي والنفسي.
أما فيما يتعلق بالاتزان الأول -البيولوجي- فقد أتضح لنا أنه اتزان يعمل على تحقيق حالة من الثبات دون تدخل من إرادة الفرد. ولذلك يسمى بالاتزان الثابت أو الهوميوستازيس الساكن Static homeostasis، لأنه نشاط بيولوجي بسيط، يعد موروثاً وأصيلاً في الإنسان. ولا يحدث الاختلال في هذا الاتزان إلا في الحالات المرضية كارتفاع السكر لدى مرضى البول السكري، وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل غير طبيعي كما يحدث في الإصابة بالميكروبات، أو في إصابة الهيبوثلاموس، الذي يقوم بتنظيم وثبات درجة حرارة الجسم.
أما الاتزان الثاني -النفسي- فهو محاولة لإعادة الاتزان للنشاط النفسي الذي يتسم بالتعقيد، والذي يختلف من فرد لآخر. واستجابات هذا النوع من الاتزان متغيرة ومتنوعة وغير ثابتة، سواء بين الأفراد بعضهم البعض، أو في الفرد نفسه من وقت لآخر. فما يثيره مثير ما من استجابات في وقت ما، ليس بالضرورة أن يؤدي إلى نفس الاستجابات إذا ما تعرض له الفرد مرة أخرى، أو في ظروف مغايرة. إننا نتعدل في إتزاننا النفسي من وقت لآخر، وما نشعر به في مرحلة الطفولة ليس هو ذاته ما نشعر به عند البلوغ أو الرشد. ولذلك سمي الاتزان النفسي بالاتزان أو الهوميوستازيس الدينامي Dynamic homeostasis، لأنه يتغير وفق رغبات الفرد وحاجاته، ومدى شدة وإلحاح هذه الرغبات والحاجات. ويقع هذا الاتزان تحت سيطرة الجهاز العصبي المركزي كما أشرنا، وما يمثله هذا المستوى البيولوجي من تفكير ووعي وإرادة، وارتقاء الاستجابات، وتأجيل الإشاعات، أو تحقيقها وفق ما يناسبها في الواقع.
الضغوط النفسية واستجابة الضغط:-
أن الضغوط يمكن أن تكون على المستوى البيولوجي أو النفسي أو الاجتماعي. وأن الاستجابة لهذه الضغوط تحكمها بعض القوانين، ويكون الهدف منها إعادة التوازن للفرد. وإذا كانت الاستجابة للضغوط البيولوجية تتم بعدة طرائق، وبطريقة لاشعورية، فكيف تكون الاستجابة للضغوط النفسية؟.
إن الضغوط النفسية (الصراعات والإحباطات) تدفع الفرد لتغيير سلوكه، كي يتخلص من هذه الضغوط، ويعيد حالة الاتزان السابقة. ونحن عندما نشعر بالكفاءة في التعامل مع الموقف الضاغط، فإن سلوكنا يميل لأن يكون محدد الهدف والمهمة، بمعنى أن سلوكنا يهدف إلى التعامل مع متطلبات الموقف. أما عندما يهدد الموقف الضاغط إحساسنا بالكفاءة، فإن استجاباتنا تميل لأن تكون استجابات دفاعية من قِبل الأنا. ويكون الهدف في هذه الحالة حماية أنفسنا من انخفاض تقدير الذات، والتخلص من التوتر والقلق. أما إذا أستمر الموقف الضاغط بقوة تفوق إمكاناتنا التوافقية والتكيفية، فتكون النتيجة حدوث نقص في تكامل الشخصية.
إذن هناك نوعان من الاستجابات للمواقف الضاغطة: الأولى استجابات محددة المهمة والهدفTask-oriented reactions ، والثاني دفاعات الإنا أو الميكانيزمات الدفاعية Ego defensive mechanisms. وفيما يلي شرح لهذه الاستجابات:-
أولاً- الاستجابات محددة المهمة:-
وتميل هذه الاستجابات للتعامل بواقعية مع متطلبات الموقف الضاغط، وتعتمد على التقدير الموضوعي للموقف، وتكون بناءة ومنطقية، وموجهة شعورياً، أي أنها استجابات مقصودة. ويعني السلوك المحدد المهمة إحداث تغيير في الذات، أو في البيئة، أو في الاثنين معاً. وتشمل هذه الاستجابات ثلاثة أنواع هي: الهجوم، والانسحاب، والحل الوسط.
1- استجابة الهجوم:-
تعتمد استجابة الهجوم Attack على الميل الأساسي الموجود لدى الكائن الحي، لزيادة نشاطه عندما تزداد العقبات الواقفة في طريق إشباع الحاجات، وذلك في محاولة لإزالة هذه العقبات. ومن أكثر التدعيمات الانفعالية لسلوك الهجوم الغضب والعدائية Hostility. وقد يبدأ السلوك بزيادة النشاط أولاً، ولكن في بعض الأحيان قد يبدأ بالغضب الذي يعمل كقوة دافعة قوية. ومع ذلك فبعض المواقف الضاغطة لا يمكن التعامل معها إلا بالعدوان.
وعندما لا ينجح الهجوم يتعرض الفرد لحالة من الإحباط الشديد والمؤلم، وهذه الحالة تولد الغضب أو العدائية تجاه موضوع الإحباط. أما عندما يكون الموقف الضاغط متناسباً مع قدرات الفرد فإن السلوك الهجومي يكون عادة فعلاً بناءاً، ويسمح باستخدام القدرات بشكل مناسب ومتآزر. ومع ذلك فقد يكون السلوك بناءاً ومدمراً عندما توجد العدائية. فحالات السرقة، وتحطيم ممتلكات الآخرين، وإشعال الحرائق، والاعتداءات الجنسية إنما تمثل نماذج للسلوك الهجومي تشمل الاستجابة العدوانية المدمرة. وقد يأخذ الهجوم شكل المقاومة السلبية والصبر.
2- استجابة الانسحاب:-
يتعلم الفرد إحداث نوع من الارتباط بين بعض الموضوعات والمواقف، وبين الإحباط. وفي هذه الحالة يتجنب هذه المواقف أكثر من مهاجمتها، أي أنه يسلك في هذه الحالة سلوكاً إنسحابياً Withdrawal. ويتدعم هذا السلوك عادة بعاطفة الخوف. وكما أن الغضب والشعور بالعداوة (العدائية) يؤديان إلى استجابة عدوانية (سلوك هجومي)، فإن الخوف والإحساس بالذنب يؤديان إلى استجابة الانسحاب. وفي كلتا الحالتين يتدعم سلوك الفرد بعمليات انفعالية تؤدي إلى درجة من التوتر الذي يحتاج إلى التفريغ. وفي بعض الأحيان قد لا يستجيب الفرد بالانسحاب رغم وجود التوتر، وإنما يستجيب بالخوف. ومع ذلك فقد يحدث الانسحاب كحل طبيعي لبعض المشاكل دون أن يستثير التوتر أو الإحباط. كأن يغير الفرد من دراسته الحالية التي لا تتفق وميوله وقدراته وإمكاناته، إلى دراسة أخرى تتفق وهذه المتغيرات. ويكون الانسحاب في هذه الحالة حلاً واقعياً.
3- الحل الوسط (الاستجابة التوفيقية):-
عندما يوجد الموقف الذي لا يمكن التعامل معه بأي من الاستجابتين السابقتين (الهجوم أو الانسحاب) يكون من الأفضل إيجاد طريقة أخرى كحل وسط أو تسوية Compromise. فتحت ظروف الإحباط الشديدة يصبح الفرد أكثر قابلية لقبول الأهداف البديلة سواء بشكل رمزي أو غير رمزي. ويعتبر اتخاذ القرار لحل صراع ما نوعاً من الاستجابة التوفيقية، نظراً لأن هذا الصراع يولد قدراً من الإحباط، وقد لا يستطيع الفرد التعامل مع هذا المصدر بشكل مباشر. وعندما تنجح الاستجابة التوفيقية في حل الصراع، فإن المشكلة يتم حلها، ويستطيع الفرد أن يستمر في نشاطه. ونحن نقوم بالحلول التوفيقية التي لا نقبلها بشكل كامل لأن هناك حاجات أخرى لا تتوقف عن طلب الإشباع. وعلينا في هذه الحالة أن ننهي الموقف، من أجل استمرار الحياة، وإشباع الحاجات الأخرى. وعادة ما يصاحب الاستجابة التوفيقية قدر من الانفعال متمثلاً في الخوف، والقلق، والشعور بالذنب.
وخلاصة هذه الأنواع الثلاثة من الاستجابات أنها تسير في نفس الخطوات، حيث نرى المشكلة ونحددها، ثم نبحث عن الحل أو الحلول البديلة لها، ثم نقرر أكثر هذه الحلول فاعلية وأمناً، وأخيراً نقيّم نتائج الحل لمعرفة ما إذا كان هناك أخطاء يمكن تصحيحها أم لا، وكأننا بصدد نوع من التغذية المرتجعة.
ثانياً- دفاعات الأنا:-
تعتبر الذات جزءاً هاماً يقوم عليه تكامل الشخصية. وأي تهديد لهذه الذات أو لقيمتها هو تهديد لوجود الفرد. وهناك العديد من ميكانيزمات الدفاع التي نتعلمها بالتدريج، ونستدعيها ونستخدمها عندما نجد أنفسنا في موقف يهدد تكامل الذات. وكلنا تقريباً نستخدم هذه الميكانيزمات لتلطيف إحساسنا بالفشل، أو التخلص من القلق، أو الحفاظ على إحساسنا بالكفاءة والقيمة الشخصية.
وميكانيزمات الدفاع تعد استجابات توافقية طبيعية تتم بشكل لاشعوري، فهي غير قابلة للاختبار والتقييم الشعوري كالاستجابات محددة المهمة التي ذكرناها من قبل. وإذا ما استدعاها الفرد للشعور، وأنتبه إليها فقدت وظيفتها الدفاعية. كما أنها تساعد الفرد من الحفاظ على تكامله ما لم تستخدم بشكل متطرف أو زائد أو مبالغ فيه. فعلى الرغم من أنها قد تكون وسيلة لحماية الذات وتكاملها، إلا أنها قد تكون سبباً في انهيارها. فالاستخدام المتزايد لهذه الدفاعات يؤدي إلى تشويه الواقع Reality distortion ، أو إلى خداع الذات Self deception. ولذلك فهي في الاستخدام الزائد لا تعد أساليب توافقية بالنظر إلى ما يتطلبه الواقع من تغيير. فالفرد الذي يبرر سلوكه وأخطاءه باستمرار لا يتعلم من هذه الأخطاء.
وقد تأخذ ميكانيزمات الدفاع أي شكل من الأشكال الثلاثة التي ذكرناها في الاستجابات محددة المهمة. فقد تكون على هيئة الهجوم عندما يدافع الفرد عن نفسه بإلقاء اللوم على الآخرين على أخطاء أرتكبها هو، وتُسمى في هذه الحالة بالإسقاط Projection. وقد تكون على هيئة الانسحاب عندما يهرب الفرد من الحقيقة المؤلمة بأن ينكرها، وتسمى هنا الإنكار Denial. وقد تكون حلاً توفيقياً بأن يقبل الفرد الفكرة المؤلمة ولكن في شكل محرف، بمعنى أنه يقبلها على أنها غير مؤلمة.
وتشمل ميكانيزمات الدفاع التي يقوم بها الأنا العديد من الأشكال، ومن هذه الدفاعات التبرير Rationalization، والتكوين العكسي Reaction formation، والإستدماج Introjection، والتوحد Identification، والإزاحة Displacement، والإعلاء Sublimation، وغيرها من الدفاعات.
سوء التعويض النفسي
(Psychological decompensation)
يمكن القول بأن السلوك النفسي للفرد سلوك صحي أو سوي عندما يكون هذا السلوك توافقياً ومؤثراً وفعالاً في التعامل مع الضغوط. أما إذا فشل الفرد في دفاعاته -أياً كان نوعها- فإنه يندفع في استخدام أساليب أكثر تطرفاً في صراعه مع الضغوط، وذلك للحفاظ على تكامله، واتزانه النفسي، حتى لو كان ذلك عن طريق استخدام وسائل دفاعية مبالغ فيها أو غير مناسبة. وفي مثل هذه الحالات ينتج ما يسمى بسوء التعويض النفسي، أو اختلال الاتزان النفسي.
وقد أشرنا من قبل إلى أن الاتزان البيولوجي يمكن أن يختل، ويحدث ما سميناه بسوء التعويض البيولوجي. وسوء التعويض هذا يحدث على ثلاثة مراحل هي: استجابة الإنذار، ومرحلة المقاومة، ومرحلة الإنهاك. ويمكن أن نتناول سوء التعويض النفسي من خلال نفس الأبعاد.
1- مرحلة استجابة الإنذار:-
تشمل هذه المرحلة مجموعة من التغيرات النفسية كمحاولة للاستجابة للضغوط، مثل زيادة حساسية الفرد للمثيرات بشكل عام، وزيادة درجة التيقظ والانتباه، وزيادة التيقظ الانفعالي Emotional arousal، والاستخدام المتزايد لميكانيزمات الدفاع. وفي هذه المرحلة قد يُبدي الفرد أعراض وعلامات سوء التوافق Maladjustment والتي تشمل القلق المستمر، ونقص الكفاءة، والأعراض الجسمية. وفي هذا إشارة إلى أن الوسائل التوافقية ليست كافية للتعامل مع الموقف الضاغط.
2- مرحلة المقاومة:-
وفي هذه المرحلة يتم استدعاء المزيد من ميكانيزمات الدفاع للتعامل مع الموقف الضاغط الذي مازال مستمراً. وهنا يكون الاستخدام المتزايد محاولة لإحداث قدر من التكامل. وتظهر في هذه الحالة الاستجابات العصابية Neurotic reactions، أو الاستجابات الذهانية Psychotic. أما الأولى فتساعد الفرد على تثبيت دفاعاته عند هذا المستوى، وإذا أصبحت هذه الدفاعات غير كافية في التعامل مع الموقف الضاغط، تم استدعاء المزيد من الدفاعات الأخرى لتظهر الاستجابات الذهانية. وهذه الاستجابات تتميز بتحطيم الواقع وتشويهه، مع ظهور الهلاوس والضلالات. وهي محاولة لإعادة بناء الواقع بصورة تُبقي على البقية الباقية من تكامل الفرد. ومثلما حدث في سوء التعويض البيولوجي فقد ظهرت الأمراض السيكوسوماتية في هذه المرحلة، وبالمثل ظهرت الأعراض العصابية والذهانية على المستوى النفسي في هذه المرحلة أيضاً. وفي كلتا الحالتين فإن هذه الأعراض ما هي إلا أمراض التكيف.
3- مرحلة الإنهاك:-
عندما تفشل الدفاعات التي أستخدمها الفرد في المرحلة السابقة، تظهر مرحلة الإنهاك، ويحدث فيها تفكك كامل للأنا، وذلك في مقابل فشل وانهيار الدفاعات الهرمونية التي تحدث في سوء التعويض البيولوجي، والتي تؤدي إلى الموت. وفي هذه المرحلة يظهر العدوان غير المضبوط أو الذي يصعب التحكم فيه Uncontrolled aggression، وقد يكون نوبات من العنف الشديد.
وبشكل عام فإن الأمر يسير بدءً من مرحلة الإنذار العادي (مجرد توترات وعلامات قلق) مروراً بالدفاعات العصابية والذهانية، وانتهاء بالانهيار النفسي والتفكك الشديد. ويمكن لعملية التعويض أن تقف عند حد معين من المراحل السابقة، وذلك في حالتين: الأولى أن تكون دفاعات الشخص قادرة على إيقاف الضغط أو الإحساس به. والثانية أن يأخذ الضغط الواقع على الفرد في النقصان. وبعض الأفراد قادرون على الحفاظ على دفاعات مؤثرة في التعامل مع الضغط وذلك على المستوى العصابي, بينما لا يستطيع البعض الآخر ذلك، فيستخدم الدفاعات على المستوى الذهاني. وعموماً فإن التعرض المستمر للضغوط الشديدة غالباً ما يؤدي إلى الاستجابات الذهانية.
وعادة ما تكون عملية سوء التعويض عملية تدريجية، وتأخذ فترة زمنية طويلة. ومع ذلك فقد تظهر الاستجابات الذهانية بشكل مفاجيء. كما أن بعض الاستجابات العصابية أو الذهانية تظهر بشكل حاد لدى فرد يتميز بقدر عال من التوافق، وذلك في حالتين: الأولى عند تعرضه لضغط شديد ومفاجيء، والثانية إذا كان هذا الضغط يفوق قدرته على التحمل. وهنا يكون سوء التعويض سريعاً وليس تدريجياً. ويعتمد ناتج عملية سوء التعويض على خاصيتين:
مستوى تكامل الشخصية قبل التعرض للضغوط. ودرجة ومدة تفكك الأنا.
وكما هو واضح فإن هناك تناسباً بين درجة الضغط الذي يتعرض لها الفرد، ومصادر التوافق لديه. أي علاقة بين مدى تماسك الشخصية، والضغوط البيئية. فكلما كانت الضغوط خفيفة، ولفترة زمنية قصيرة، مع درجة جيدة من التوافق أو من تكامل الشخصية كلما كانت هناك صحة نفسية جيدة. ومع زيادة درجة الضغط، وقلة التكامل أو نقص مصادر التوافق بدأت الأعراض العصابية في الظهور، ثم الأعراض الذهانية. ويعني هذا أن زيادة الضغوط فوق قدرة الفرد عن التحمل، تؤدي إلى الاستجابات العصابية. وإذا زادت هذه الضغوط بدرجة أشد ظهرت الاستجابات الذهانية. ويشير ذلك إلى أن الشخصية ضعيفة التكامل وغير القادرة على تحمل الإحباط، تدفع بصاحبها إلى السقوط في العصاب أو الذهان بمجرد تعرضه لضغط ضعيف.
وفي ضوء ما سبق ذكرناه على كل من مستوى سوء التعويض البيولوجي، وسوء التعويض النفسي، فإنه لا يمكن فهم الإنسان إلا إذا فهمنا ذلك التكامل القائم بين كل من المستوى البيولوجي وعملياته التكيفية من ناحية، والمستوى النفسي وتعقده وتغيره من ناحية أخرى. ذلك لأن تكامل المستويين معاً هو الذي يحقق للفرد توافقه العام. إن محاولة استعادة اتزان منهما دون الآخر، إنما يعني ببساطة سوء اتزان الفرد كوحدة كلية.
إن محاولة إقامة الاتزان بين البيولوجي والنفسي يعد مدخلاً هاماً لفهم الإنسان. فالحياة النفسية ما هي إلا ترجمة لحاجة بدنية -بيولوجية- إلى سلوك. بمعنى أ، ما يطرأ على الخلايا من تغير -اختلال اتزانها- يخلق سلسلة من التفاعلات الحيوية تتحقق معها حالة من الاتزان النفسي، بالإضافة إلى ما تحققه من اتزان بيولوجي. فانخفاض مستوى السكر في الدم مثلاً، يصيب الفرد بحالة من الكسل والخمول، وتشوش الوعي. ولكي يستعيد نشاطه عليه أن يتخذ سلوكاً ما -تناول الطعام أو كمية من السكر- من أجل إعادة مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي، أي استعادة الاتزان الحيوي. وهذا الاتزان الأخير يصحبه اتزان نفسي يتمثل في استعادة الفرد لنشاطه وتيقظه الذي أختل من قبل. فحالة الجوع -حالة بيولوجية- تثير في الفرد سلوكاً معيناً - حالة نفسية- والتحرك لإزالة الإحساس بالجوع يتطلب سلوكاً يحقق التوازن البيولوجي والنفسي معاً.
والخلاصة التي نود الإشارة إليها أن عملية الاتزان لا يمكن تناولها من بعد واحد. فالإنسان كما أشرنا من قبل وحدة بيولوجية نفسية اجتماعية، أي كائن بيولوجي له بناؤه النفسي، ويتواجد في بيئة فيزيقية واجتماعية يتفاعل معها، فيؤثر فيها، ويتأثر بها.

المصدر
- أ.د سامي عبد القوي.علم النفس البيولوجي.1997
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ariyadi.org
 
الاتزان النفسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب المشاركه الرياضيه و النمو النفسي للاطفال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التربية البدنية و الرياضية  :: قسم بحوث التربية البدنية و الرياضية-
انتقل الى: